حلف شمال الأطلسي الناتو: الهجوم السايبراني ضد أعضاء الحلف مثله مثل الإعتداء الجسدي

أعلن حلف شمال الأطلسي الناتو في أول سبتمبر عن نيته  إضافة موضوع الهجمات السايبرانية لقائمة التهديدات بغية الحصول على رد فعل جماعي, وذلك في الاجتماع المتوقع عقده لزعماء الحلف خلال الأسبوع في ويلز. ولكن محتويات مثل هذا الهجوم ليست جازمة  ويملك حلف ناتو كما نشر قدرة ضئيلة لمكافحة الإجرام السايبراني. كما أن الحلف يفتقر الى معلومات واضحة تتعلق بالقدرة السايبرانية الهجومية لأعضائه مثل الولايات المتحدة وبريطانيا, الأمر الذي يتطلب لغرض إنشاء استراتيجية سايبرانية مفصلة.

وأعلن حلف الناتو الأسبوع الماضي عن نيته تحديث وثيقة واشنطن من عام 1949 والتي يرتكز عليها الحلف.

وأوضح Jamie Shea رئيس التهديدات الأمنية النامية, أن الاتفاق الجديد “ينص بوضوح على أن مجال السايبر يشكل جزءا من المادة  5”. وستتم الموافقة على البيان هذا الأسبوع وذلك بعد أن صادق عليه وزير الدفاع لحلف الناتو في شهر يونيو حزيران من هذا العام.

ويهدف التغيير الى مكافحة الازدياد الكبير الذي طرأ على الهجمات السايبيرية الخطرة, كتلك التي شلت  الحركة في استونيا عام 2007 وجيوجيا عام 2008, وقد تم اتهام  روسيا بأنها تقف وراء هذا الهجوم, فيما أنكرت روسيا ضلوعها بذلك. ونسبت هجمات أخرى متطورة لقراصنة صينية وإيرانية.

ويشكل هذا التصريح تغييرا بالنسبة لبعض أعضاء حلف الناتو والذي رفض عام 2010 اقتراحا لضم هجمات على أنظمة مالية وعلى شبكات كهربائية للمادة 5. لكن اعترف موظفون في الحلف  أن هذا بمثابة خطوة أولى فقط وأن هناك حاجة لصياغة “استراتيجية شاملة”.

وأعلن أيضاً أن تحديد ما يعتبر حالياً هجوماً سايبرانياً, سيبقى ضبابياً بصورة متعمدة, مثل تحديد رد فعل الحلف لمثل هذا الهجوم. وأعلن موظفون أمريكيون أن الهجوم السايبراني الذي يبدو وكأنه يهدف الى شق الطريق لهجوم عسكري تقليدي من شأنه تشغيل المادة 5 بالوثيقة. إضافة الى أن تصريحات علنية من قبل الإدارة الأمريكية حسمت أن مهاجمة الحواسيب التي تسبب أضراراً فادحة أو خسائر بالأرواح, من شأنها أن تحظى برد فعل عسكري تقليدي.

ولكن, حلف ناتو لا يملك بنفسه أسلحة سايبرانية ولم يسبق أن اطلع على القدرات السايبرانية في الدول الأعضاء في الحلف مثل الولايات المتحتدة  وبريطانيا. هاتان الدولتان  بالإضافة الى المانيا التي تملك قدرة سايبرانية متقدمة, رفضت إطلاع حلف ناتو على ترسانة الأسلحة السيبرانية التي بحوزتها, بغية الحيلولة دون حصول أعضاء أخرين في الحلف على هذه المعلومات.

كما أنه من العلوم أن  قدرات حلف الناتو في مضمار الأمن السايبراني  “لا تزال أساسية جداً”, إضافة الى حقيقة عدم حيازة الحلف على “برامج مفصلة” لمكافحة السايبر من النوع القائم في الحروب التقليدية أو النووية.

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: עברית